الموجودة (على قِلَّتِها) يرقى إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي (النص القرآني في القرن السابع). أقدم نص عربي مكتشف مكتوب بالخط النبطي وهو نقش (النمارة) المكتشف في سوريا والذي يرجع لعام 328م. هنالك العديد من الاراء والروايات حول اصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وورد في الحديث الشريف أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن أربع عشرة سنة ونَسِي لسان أبيه، أما البعض الاخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة أبينا آدم في الجنة2، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أي من تلك الادعاءات (3).ولكن المتفق عليه هو ان اللغة العربية كانت قبل النبي اسماعيل، حيث ان النبي اسماعيل تعلم اللغة العربية من قبيلة جرهم، فنطق بالعربية المبينة اي الفصحى الحديثة، لو اعتمدنا المنهج العلمي وعلى ما توصلت اليه علوم اللسانيات والاثار والتاريخ فإن جل ما نعرفه أن هناك لغتين تفرعَّت عنهم سائر اللهجات العربية، هما اللغات عربية جنوبية واللغات عربية شمالية. كانت اللغة العربية الجنوبية تختلف عن اللغة العربية الشمالية، حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م) : "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا" فلغة الجنوب أكثر اتصالا باللغة الحبشية(وهي لغة عرب) والاكادية بينما لغة الشمال أكثر اتصالا باللغة الآشورية والنبطية. ويعتقد بعض العلماء أن لغة الجنوب احدى أصول لغة الشمال معتمدين على النقوش المكتشفة في اليمن اذ تتطابق فيها بعض العبارات لفظا وتركيبا(4). ترجع أقدم النقوش العربية الجنوبية إلى الحميرية والمَعِينية والسبأية والقتبانية القدامى. أما العربية الشمالية ترجع إلى الآرامية والثمودية واللحيانية والصفاوية والديدانية. بنية اللغة أي لغة لا تبقى ثابتة بدون تغير، فقواعدها ومفرداتها وأنماطها الصوتية كلها تتغير مع الاستعمال ومرور الأجيال، ويكون التغير عادة بطيئاً جداً، وتحدث معظم التغييرات للأشياء التي تستجد، ولما يتغير في الحياة، فمثلاً لا يلاحظ الإنجليز تغير لغتهم من سنة إلى أخرى؛ ولكن إذا حاول الحاليون منهم قراءة نصوص إنجليزية قديمة فسيجدون أنها مختلفة عما يتحدثون به بقدر اختلاف الألمانية والدانماركية عنها، وهناك لغات تعتبر الآن ميتة رغم أنها أصول لبعض اللغات الحية لعدم وجود من يتكلم بها أو حتى يفهمها في الوقت الحالي، مثل السومرية، والبابلية، والحثية، والأكادية، والمصرية القديمة، والعربية الحميرية، وحتى نحن معاشر العرب توجد لغات عربية قديمة لا يمكننا قراءة أو فهم كلمة منها مثل: اللغات المسندية: كالحميرية، والسبأية، والمعينية، والقتبانية؛ رغم أنها كلها لغات عربية، ولكنها تكتب بحروف ورسومات أخرى، وحتى لو تعلم الإنسان قراءة تلك الحروف والمفردات فإنه لن يفهم من تلك اللغات - إذا قارنها بالعربية الحديثة - إلا حزءاً يسيراً، وهو عبارة عن الكلمات التي مازالت حتى الآن على صورتها، بل حتى اللغة العربية في فترات الجاهلية يصعب على كثير من الناس فهم كثير من مفرداتها التي تعتبر الآن غريبة، وتجاوزها الزمن، وأصبحت لا تستخدم بسبب نظرية التطور في اللغات، ولننظر إلى هذا النص الشعري العربي من الجاهلية وهو من معلقة طرفة بن العبد التي كانت